طالب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَخْوَفُ ما أَخافُ على أُمَّتي النساءُ والخَمْرُ».
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يكفُر مَنْ كفر ممَّن مضى إلا من قِبَلِ النساءِ، وكفرُ من بقي مِنْ قِبَل النساء.
فصل
وفي غضِّ البصر عِدَّة فوائد (١):
أحدُها: تخليصُ القلب من ألمِ الحَسْرة، فإنَّ مَنْ أطلق نظرَه دامت حسرتُه؛ فأضرُّ شيءٍ على القلب إرسالُ البصر، فإنَّه يُريه ما يشتدُّ طلبُه، ولا صبرَ له عنه، ولا وصولَ له إليه، [٣٨ أ] وذلك غايةُ ألمه وعذابه. قال الأصمعي (٢): رأيت جاريةً في الطَّواف، كأنَّها مَهَاةٌ، فجعلتُ أنظر إليها، وأملأُ عيني من محاسنها، فقالت لي: يا هذا! ما شأنُكَ؟ قلت: وما عليكِ من النَّظر؟ فأنشأتْ تقول:
(١) ذكر شيخ الإسلام ثلاث فوائد منها في «مجموع الفتاوى» (١٥/ ٤٢٠ - ٤٢٧، وتكرر ذكرها في ٢١/ ٢٥٢ - ٢٥٩)، وقد أدرجها المؤلف في كلامه هنا. (٢) أخرج عنه الخرائطي في «اعتلال القلوب» (ص ١٤٣). والشعر بلا نسبة في «عيون الأخبار» (٤/ ٢٢)، و «الزهرة» (١/ ٤٥)، و «حماسة» أبي تمام (٢/ ١٥)، و «بهجة المجالس» (٢/ ٢١)، و «مصارع العشاق» (٢/ ١٩٤)، و «منازل الأحباب» (ص ٢٩٩)، و «ديوان الصبابة» (ص ٨٨)، و «الحماسة البصرية» (٢/ ١٢١).