الثاني: أنَّ العشقَ إفراطُ المحبَّة، ولا يمكن ذلك في حق الربِّ تعالى، فإن الله تعالى لا يُوصف بالإفراط في الشيء، ولا يبلغ عبدُه ما يستحقُّه من حبِّه، فضلًا أن يُقالَ: أفرطَ في حبّه.
الثالث: أنه مأخوذ من التغيُّر، كما يُقال للشجرة المذكورة عاشقة، ولا يُطلق ذلك على الله سبحانه.
فصل
وأمَّا الجَوَى: ففي الصحاح (١): الجوى: الحُرْقةُ، وشدَّة الوَجْد [١٢ أ] من عشقٍ، أو حُزْنٍ، تقول منه: جَوِيَ الرجلُ ــ بالكسر ــ فهو جَوٍ، مثل: دَوٍ، ومنه قيل للماء المتغير (٢) المُنْتِن: جَوٍ، قال الشاعر (٣):
ثم كان المزاجُ ماءَ سحابٍ ... لا جَوٍ آجِنٌ ولا مطروقُ
(١) (٦/ ٢٣٠٦). (٢) «المتغير» ساقطة من ش. (٣) هو عدي بن زيد العبادي، والبيت له في «ديوانه» (ص ٧٩)، و «المحب والمحبوب» (٤/ ١٦٣)، و «الأغاني» (٦/ ٧٧)، و «قطب السرور» (ص ٦٥٥)، و «التذكرة الحمدونية» (٨/ ٣٥٥)، و «اللسان» (طرق). وبلا نسبة في تهذيب اللغة (١١/ ٢٣٠، ٢٣٤)، و «أساس البلاغة»، و «اللسان» (جوا).