والمعنى: هم الذين يَطرُدونني، وهم الذين يطلبون دمي.
ومما جاء وظاهرُه اتحادُ الشرط والجزاء: قوله - عليه السلام -: " ... إن كان مِن أهل الجنة فمِن أهل الجنة ... "(٤).
فظاهرُ الحديث اتحادُ الشرط والجزاء، لكنهما متغايران في التقدير، ولعل تقديره: فمقعدُه من مقاعدِ أهل الجنة (٥).
ومن خلال ما سبق يتبيَّنُ أن النحاةَ يرون أن الشرط والجزاء، والمبتدأ والخبر؛ لا بد فيهما من إفادةٍ وتغايُر، وابنُ الملقن عند شرحه لحديث " ... فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله ... " سار على ما هو مقرر عند النحويين.
(١) الكتاب ٢/ ٣٥٩. (٢) هو: أبو خراش خويلد بن مرة، أدرك الإسلام شيخًا كبيرًا، ووفد على عمر ومات في خلافته، ت: ١٥ هـ، وترجمته في: الأغاني ٢١/ ١٤٨، الأعلام للزركلي ٢/ ٣٢٥. (٣) من الطويل، الأغاني ٢١/ ١٤٨، الخصائص ١/ ٢٤٨، الخزانة ١/ ٤٤٠. (٤) صحيح البخاري ٢/ ٩٩، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي. (٥) فتح الباري ٣/ ٢٤٣، طرح التثريب ٣/ ٣٠٦، إرشاد الساري ٢/ ٤٦٧، التيسير بشرح الجامع الصغير ١/ ١٢٨.