للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالذنوب والأوزار! من أنا حتى أسأل الله مباشرة؟ أحتاج إلى من يدخلني على الله ﷿. وهؤلاء الصالحون لهم جاه عند الله ﷿ -أعطاهم إياه، ومنَّ عليهم به، فأنا أطلب من الله بهم. كما أن الإنسان، في هذه الدنيا، لو كان مذنبًا مجرمًا، لا يستطيع أن يدخل على السلطان إلا بواسطة. هكذا صوروا القضية! فلربما لو ألقيت هذه الشبهة على بعض البسطاء، لأُرتج عليه، ولم يُحر جوابًا.

قوله: (فجاوبه بما تقدم): يعني بما تقرر سابقًا، وخلاصته أنه لا فرق بين دعواكم هذه، وما ادعاه المشركون زمن النبي ، فقد كان المشركون زمن النبي مقرين بالربوبية، وأن الله هو الخالق، المالك، المدبر، مقرين بأن أوثانهم لا تدبر شيئًا، ومع ذلك أكفرهم، وقاتلهم. والذي أوقعهم في الشرك قولهم: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣]. فلا فرق بين تسويغ المشركين الأوائل لشركهم، وبين ما تقولون وتفعلون أنتم، لتسويغ شرككم. وقد رد الله عليهم بقوله: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [يونس: ١٨]

<<  <   >  >>