اختلف المفسرون في المراد من قوله " إن توليتم" على عدة أقوال:
أحدها: فهل عسيتم إن توليتم أمور الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم.
الثاني: فهل عسيتم إن توليتم وأعرضتم عن كتاب الله أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء الحرام وتقطعوا أرحامكم.
الثالث: فهل عسيتم إن توليتم عن الجهاد ونكلتم عنه أن تفسدوا في الأرض (٢).
ورجّح ابن عاشور أن المعنى هنا هو الرجوع عن الوجهة التي خرجوا لها كما في قوله تعالى:{فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}(٣) ... وقوله:{فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى}(٤) مستنداً في ذلك إلى القاعدة (٥) (القول المبني على مراعاة النظم وظاهر ترتيب الكلام أولى من
(١) سورة محمد، الآية (٢٢). (٢) انظر هذه الأقوال في النكت والعيون / الماوردي، ج ٥، ص ٣٠١ - ٣٠٢، وزاد المسير / ابن الجوزي، ج ٤، ص ١٢٠، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٦، ص ٢٣٥ - ٢٣٦. (٣) سورة البقرة، الآية (٢٤٦). (٤) سورة طه، الآية (٦٠). (٥) انظر التحرير والتنوير، ج ١٢، ص ١١٢.