ومثال الثاني قوله عند تفسير قوله تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا .. }(٣): " والمجعول حراماً هو ما حكى الله بعضه عنهم في قوله: {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا}(٤) , وقوله:{وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا .. }(٥)" (٦) ففسر هذه الآية بما ورد في الآيات الأخرى.
[• تفسير القرآن بالسنة]
لم يغفل الشيخ ابن عاشور هذا الجانب بل نجده كثيراً ما يستشهد بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في تفسير الآية وترجيح بعض المعاني على غيرها، قال ابن عاشور: " فاستمداد علم التفسير للمفسر العربي والمولد من المجموع الملتئم من علم العربية
(١) سورة الأعراف، الآية (١٣٣). (٢) التحرير والتنوير، ج ٦، ص ٢٧٣. (٣) سورة يونس، الآية (٥٩). (٤) سورة الأنعام، الآية (١٣٨). (٥) سورة الأنعام، الآية (١٣٩). (٦) التحرير والتنوير، ج ٦، ص ٢٠٩.