اختلف المفسرون في قراءة الرياح بين الجمع والإفراد (٢) وقد ساق ابن عاشور هذا الخلاف في تفسيره فقال: " وقرأ الجمهور: الرّياح بصيغة الجمع.
وقرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخَلف: الرّيحَ بصيغة المفرد باعتبار الجنس، فهو مساو لقراءة الجمع " (٣).
ورجّح بعض المفسرين قراءة الجمع وذلك بناءً على المعنى الغالب في القرآن للرياح بالجمع أنها في الخير , وقد جاءت هنا في الخير بدليل قوله بعدها: بشرا، وابن عاشور وإن كان يميل إلى هذا المعنى الأغلبي للرياح في القرآن حيث ساق قول ابن عطية في ذلك، إلا أنه هنا في هذا المثال لم يرجح قراءة على أخرى , وذلك لأن كلا القراءتين متواترتان، وابن عاشور لا يرجح قراءة متواترة على
(١) سورة الأعراف، الآية (٥٧). (٢) انظر السبعة في القراءات / ابن مجاهد، ص ٢٨٣، والنشر في القراءات العشر، ج ٢، ص ١٦٨، والبدور الزاهرة / عبد الفتاح القاضي، ص ١١٦. (٣) التحرير والتنوير، ج ٥، ص ١٧٩.