اختلف المفسرون في المراد بقوله (بدا)؛ أي ما الذي بدا لهم من قوله:{بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ} على عدة أقوال ذكرها الطبري، وابن عاشور، وغيرهما من المفسرين. وهي التالي:
أحدها: بدا لهم أعمالهم التي كانوا يخفونها في الدنيا، وهو قول الحسن.
والثاني: بدالهم ما يكتمونه من الشرك.
والثالث: بدا لهم جزاء ما كانوا يخفونه، قاله المبرد.
والرابع: بدا للأتباع ما كان يُخفيه الرؤساء، قاله الزجاج.
والخامس: بدا لهم ما كان يخطر لهم من الإيمان لما يرون من صدق دلائله (٢).
ورجح ابن عاشور أن المراد بقوله:{بَلْ بَدَا لَهُمْ} أي: بدا لهم ما يخفونه مما خطر لهم من الإيمان، وهذا الترجيح انفرد به ابن عاشور فيما يظهر
(١) سورة الأنعام (٢٧ - ٢٨). (٢) انظر هذه الأقوال في جامع البيان / الطبري، ج ٧، ص ٢٠٦، والنكت والعيون / الماوردي، ج ٢، ص ١٠٥، وزاد المسير / ابن الجوزي، ج ٢ ص ٢٠ - ٢١، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٦، ص ٣٨٤، والتحرير والتنوير، ج ٤، ص ١٨٦.