حجة من قال: إن المراد بقوله: {بَلْ بَدَا لَهُمْ} أي ما يكتمونه من الشرك:
وهذا القول يشبه سابقه، وأصحاب هذا القول استدلوا على ذلك بما جاء في قوله تعالى:{وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}(٢) أي عرفوا أنهم هالكون بشركهم، فتمنوا لذلك (٣).
قال مقاتل: "وذلك أنهم حين قالوا: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} أوحى الله إلى الجوارح، فشهدت عليهم بما كتموا من الشرك، فذلك قوله:{بَلْ بَدَا لَهُمْ ... }، يعنى ظهر لهم من الجوارح مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ بألسنتهم من قبل أن تنطق الجوارح بالشرك، فتمنوا عند ذلك الرجعة إلى الدنيا، {فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا}(٤)" (٥).
قال النيسابوري: " قال أكثر المفسرين: إن المشركين في بعض مواقف القيامة يجحدون الشرك فيقولون {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}(٦) فينطق الله
(١) الكشاف / الزمخشري، ج ٢، ص ٣٣٦. (٢) سورة الأنعام، الآية (٢٣). (٣) انظر محاسن التأويل / القاسمي، ج ٤، ص ٣٤٣. (٤) سورة الأنعام، الآية (٢٧). (٥) تفسير مقاتل / مقاتل، ج ١، ٢٤٨. (٦) سورة الأنعام، الآية (٢٣).