وزاد: قال ابن جريج: وبلغني أنه أخرجهم على كفّه أمثال الخردل (١).
قال إسحاق: وأخبرنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو في قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ}، قال:"أخذهم كما يؤخذ بالمشط"(٢).
وفي "تفسير أسباط": عن السدي، عن أصحابه أبي مالك (٣) وأبي صالح (٤)، عن ابن عباس، وعن مُرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} الآية، قال: "لما أخرج الله آدم من الجنة ــ قبل أن يهبطه من السماء ــ مسح صفحة ظهر آدم اليمنى، فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ، وكهيئة الذر، فقال لهم: ادخلوا الجنة برحمتي. ومسح صفحة ظهره اليسرى، فأخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر، فقال: ادخلوا النار ولا أبالي. فذلك حين يقول:{أَصْحَابُ اُلْيَمِينِ} و {أَصْحَابُ اُلشِّمَالِ}. ثم أخذ منهم الميثاق، فقال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى.
فأعطاه طائفةٌ طائعين، وطائفةٌ كارهين على وجه التَّقِيّة، فقال هو والملائكة: {شَهِدْنَا أَنْ يَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ يَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ} الآية [الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣]، فلذلك ليس أحد من
(١) أخرجه الطبري (١٠/ ٥٥٦)، وابن منده في "الرد على الجهمية" (٣٥). (٢) أخرجه الطبري (١٠/ ٥٥٣)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ ١٦١٣). (٣) في "م": "أن مالك" تحريف، وهو أبو مالك غزوان الغفاري الكوفي، انظر: "تهذيب الكمال" (٢٣/ ١٠٠). (٤) في "د": "وابن صالح"، وفي "م": "وابن أبي صالح" كلاهما خطأ، وهو أبو صالح باذام مولى أم هانئ، انظر: "تهذيب الكمال" (٤/ ٦).