التعريف يحمل على الثلاثة. ولا يحمل على ما وراء ذلك إلا بدليل. وبه أخذ أبو عبد الله الثلجي (١) من أصحابنا.
وأما أصحاب العموم:[فـ] فريقان:
- فريق قالوا بوجوب العموم عملا واعتقادًا، كأنه نص على كل فرد من أفراد العموم. وهو مذهب مشايخ العراق من أصحابنا، مثل الكرخي (٢) والجصاص (٣)، ومذهب أكثر (٤) المتأخرين من ديارنا، مثل القاضي الإمام (٥) أبي زيد (٦) رحمه الله، ومن تابعه.
وبه قالت عامة المعتزلة.
وذكر عبد القاهر البغدادي (٧)، من أصحاب الحديث في كتابه، أن هذا مذهب الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله وقدماء المتكلمين.
- وفريق من أصحاب الحديث قالوا بالعموم ظاهرًا في حق الاعتقاد والعمل، لا (٨) قطعًا. ورووا عن الشافعي.
(١) راجع ترجمته: محمد بن شجاع أبو عبد الله الثلجي، في الهامش ٦ ص ٢١١. (٢) راجع ترجمته في الهامش ٧ ص ٢١٠. (٣) راجع ترجمته في الهامش ٨ ص ١٤٧. (٤) "أكثر" ليست في ب. (٥) "الإمام" ليست في ب. (٦) راجع ترجمته في الهامش ٧ ص ٧٥. (٧) عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله التيمي (وفي نسخة التميمي) أبو منصور الفقيه الشافعي. ولد ببغداد ونشأ بها. وسافر مع أَبيه إلى خراسان. وسكنا بنيسابور إلى أن ماتا. تفقه أبو منصور على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الاسفرايني وقرأ عليه أصول الدين وكان ماهرًا في فنون عديدة خصوصًا علم الحساب وله فيه تآليف نافعة، منها: كتاب "التكملة". وكان يدرس في سبعة وعشرين فنًا. وكان عارفًا بالفرائض والنحو والشعر. وجلس بعد أستاذه أبي إسحاق للإملاء في مسجد عقيل فأملى سنين واختلف إليه الأئمة فقرؤوا عليه، مثل: ناصر المروزي وزين الإِسلام القشيري. وتوفي سنة ٤٢٠ هـ بمدينة إسفراين ودفن إلى جانب شيخه. ومن تصانيفه "تفسير القرآن" و"تأويل متشابه الأخبار" و"فضائح المعتزلة" و"معيار النظر" و"الإيمان وأصوله" و"الملل والنحل" و"التحصيل في أصول الفقه" و"الفرق بين الفرق" و"بلوغ المدى في أصول الهدى". (فوات الوفيات، ١: ٢٩٨. وطبقات الشافعية للسبكي، ٣: ٢٣٨ - ٢٤٢). (٨) "لا" ليست في ب. انظر السرخي، الأصول، ١: ١٣٢. والبزدوي، الأصول، ١: ٢٩٦.