لا صُرِفَ الناسُ يومَ أُحدٍ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ [كنتُ أَوّلَ من جاءَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -](١)، قال: فجعلت أَنظرُ إِلى رجلٍ بين يديه؛ يقاتل عنه ويحميه، فجعلتُ أَقول: كن طلحة فداك أَبي وأمي (مرتين)! قال: ثمَّ نظرت إِلى رجلٍ خلفي كأنّه طائر، فلم أَنْشَبْ أن أَدركني؛ فإِذا هو أَبو عبيدة ابن الجرّاح، فدفعنا إِلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فإِذا طلحة بين يديه صريع، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:
"دونَكم أَخاكم (٢)؛ فقد أَوجب".
قال: وقد رُمِيَ في جبهته ووجنته، فأهويت إلى السَّهم الذي في جبهته لأنزعه، فقال لي أبو عبيدة: نشدتك بالله يا أبا بكر! إلّا تركتني.
قال: فتركته، قال: فأخذ أَبو عبيدة السهم بفيه؛ فجعل يُنَضْنِضُه (٣) ويكره أن يؤذي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ استلّه [بفيه].
وكانَ طلحة أَشدّ نَهْكةً (٤) من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَشدّ منه؛ وكانَ قد أَصابَ طلحةَ بضعةٌ وثلاثون بين طعنةٍ وضربةٍ ورميةٍ.