(ثم سُرِّي عنه): - بسين مهملة مضمومة وراء مشددة -؛ أي: كُشف عنه شيئًا بعد شيء.
وروي بتخفيف الراء؛ أي (١): كُشف عنه ما يتغشاه من ثقل الوحي؛ يقال: سَرَرْتُ الثوبَ، وسَرَيْتُهُ: نَزَعْتُهُ (٢).
(فقال: اغسلِ الطيبَ الذي بك ثلاثَ مرات): الظاهر أن العامل في ثلاث مرات أقربُ الفعلين (٣) إليه، وهو اغسلْ، وعليه: فيكون قوله: ثلاثَ مرات من جملة مقولِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو نص في تكرار الغسل.
ويحتمل أن يكون العاملُ فيه "قال"؛ أي: قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثَ مراتٍ:"اغسل الطِّيبَ"، فلا يكون فيه تنصيصٌ على أمره بثلاث غسلات؛ إذ ليس في قوله:"اغسل الطيب (٤) " تصريح بالغسلات الثلاث؛ لاحتمال كونِ (٥) المأمور به غسلةَ واحدة، لكنه آكدُ في شأنها.
وعلى الأولى فهمَه ابن المنير؛ فإنه قال: في الحديث ما يدل على أن
(١) "أي" ليست في "ع". (٢) انظر: "التنقيح" (١/ ٣٧٥). (٣) في "ن": "المفعولين". (٤) "اغسل الطيب" مكررة في "ن". (٥) في "ج": "أن كون".