ثنا هناد: نا عبدة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن عبيد -هو ابن السباق-، عن أبيه، عن سهل بن حنيف قال: كنت ألقى من المذي شدّةً وعناءً، فكنت أكثر من الغسل، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسألته عنه فقال:"إنّما يجزيك من ذلك الوضوء"(١). قلت: يا رسول الله! كيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال:"يكفيك أن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه أصاب منه"(٢).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق في المذي.
وقد اختلف أهل العلم في المذي يصيب الثوب، فقال بعضهم: "لا يجزئ إلا بالغسل، وهو قول الشافعي وإسحاق. وقال بعضهم: يجزئه النضح. وقال أحمد: أرجو أن يجزئه النضح بالماء (٣).
* الكلام عليه:
أخرجه أبو داود وابن ماجه.
فأبو داود: عن مسدد، عن ابن علية.
وابن ماجه: عن أبي كريب، عن ابن المبارك وعبدة بن سليمان، كلهم عن ابن إسحاق.
(١) الجامع كتاب المناقب (٥/ ٥٥٧) برقم ٣٦٣٤. (٢) الجامع كتاب تفسير القرآن (٥/ ٢٣٤) برقم ٣٠٤٥. (٣) الجامع كتاب تفسير القرآن العظيم (٥/ ٣٠٠ - ٣٠١) برقم ٣١٦٦ باب ومن سورة الأنبياء عليهم السلام.