وروى بعضه مرفوعًا عن ابن عباس وضعف من رفعه وقد تقدم.
وفي الباب عن أبي أيوب، قال ابن عبد البر (١): حدثنا خلف بن القاسم: ثنا أبو الفوارس أحمد بن محمد: ثنا الربيع بن سليمان: ثنا بشر بن بكر؛ ثنا الأوزاعي: ثنا عثمان بن أبي سودة؛ قال: حدثني أبو شعيب الحضرمي؛ قال: سمعت أبا أيوب الأنصاري الذي نزل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تغوط أحدكم فليستنج بثلاثة أحجار فإن ذلك طهوره".
وكُلُّ هذه الأحاديثُ -من حديث أنس بن مالك وإلى حديث أبي أيوب- ليس بما أشار إليه الترمذي.
قال القاضي عياض رحمه الله في "مشارق الأنوار (٢) ": والاستنجاء إزالة النجو وهو الأذى الباقي في فمِّ المخرج، وأكثر ما يستعمل في الأحجار، وأصله من النجو وهو القشر والإزالة، وقيل: من النجو وهو ما ارتفع من الأرض لاستتارهم وقيل: لارتفاعهم وتجافيهم عن الأرض عند ذلك.
وقال ابن سيده (٣): والنجو: ما يخرج من البطن من ريح أو غائط، وقد نجا الإنسان والكلب نجوًا، والاستنجاء: الاغتسال بالماء من النجو والتمسح منه بالحجارة.
وقال كراع: هو قطع الأذى بأيهما كان ونجا غصون الشجرة واستنجاها قطعها (٤). انتهى كلامه.
(١) في "التمهيد" (٢٢/ ٣١١ - ٣١٢). (٢) (٢/ ٥). (٣) في "المحكم والمحيط الأعظم" (٧/ ٣٨٦). (٤) في "المحكم والمحيط الأعظم" (٧/ ٣٨٦).