بلغ الكلمتينِ اللتين ألقاهما الشيطانُ؛ قال: ما جئتُكَ بهاتينِ الكلمتينِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَفْتَرَيْتُ (١) عَلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وقُلْتُ عَلَى اللهِ مَما لَمْ يَقُلْ؟! "؛ فاستُعتِبَ بها: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (٧٣)} (٢).
فما زال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَهْمُومًا مَغْمُومًا من شأنِ الكلمتينِ، حتى أُنزلت هذه الآيةُ في سورةِ الحجِّ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢)}؛ فسُرِّي عنه وطابتْ نفسُهُ - صلى الله عليه وسلم -.
[٢٠٧١] حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)}؛ قال: أَقْسمَ ربُّكَ عزَّ وجلَّ بنُجومِ القرآنِ، ما ضلَّ محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - وما غَوَى.
= ومنها أن يوجَّه أيضًا على أنه أراد: "لَهَا" فحذف الألف وأبقى فتحة الهاء دليلًا عليها؛ اجتزاءً بها. وانظر في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد: التعليق على الحديث [١١٨٩، ١٤٩٢]. (١) رسمها في الأصل: "افترات". (٢) الآية في سورة الإسراء.
[٢٠٧١] سنده ضعيف؛ لأن الأعمش لم يصرِّح بالسماع هنا، وتقدم في الحديث [٣] أن أبا حاتم الرازي قال: "إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يرويه عن مجاهد مدلس". والذي صح عن مجاهد خلافه كما سيأتي. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٦٤٢) للمصنِّف وابن المنذر. وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٢٢/ ٦) من طريق مالك بن سعير، عن الأعمش، عن مجاهد؛ في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)}؛ قال: القرآن إذا نزل. =