أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((الوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ)). قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: أَتَوَضَّأُ مِنَ الدُّهْنِ؟ ! أَتَوَضَّأُ مِنَ الحَمِيمِ؟ ! وَاللهِ مَا حَلَّتِ النَّارُ شَيْئًا وَلَا حَرَّمَتْهُ! ! رواه أبو يعلى كما في (إتحاف الخيرة المهرة ٦٢٠) عن إسحاقَ عن سفيانَ به.
ورواه الطبرانيُّ في (المعجم الكبير ٤/ ١٤٠/ ٣٩٣٠)، والبيهقيُّ في (معرفة السنن والآثار ١/ ٤٥٠) من طريقين عن علي بن المديني عن سفيان، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالةِ حالِ عبد الله بن عبد، وجهالة مَن حَدَّث عَمْرًا به، ولا يقالُ: إنه يحيى بن جعدة كما أظهره شعبة؛ فإن روايةَ سفيان فيها قصة خلتْ عنها رواية شعبة. كما أن سفيان أثبت وأعلم بعمرو من شعبة كما سبقَ وبينا؛ ولذا فروايةُ سفيانَ هي الأرجحُ. والله أعلم.
فإن قيل: قد روى أبو القاسم البغويُّ في (الجعديات ١٦١٢) قال: حدثنيه ابنُ زنجويه، نا الحُميدي قال: حدثنا سفيان. وحدثنا محمد بن عمرو الباهلي قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي أيوب، به. فجمع بين رواية سفيان وشعبة عن يحيى بن جعدة، وعليه تُحمل رواية سفيان المتقدمة.
قلنا: لا تصحُّ هذه الرواية من وجهين:
الأول: أن ابنَ زنجويه هو محمد بن عبد الملك، وَثَّقَهُ النسائيُّ. وقال أبو حاتم "صدوق". ولكن قال مسلمة بن قاسم:((ثقة كثير الخطأ)).
الثاني: أنه جَمَع بين رواية سفيان ورواية شعبة، وقد فَصَّل غيره، فجعل رواية سفيان عن عمرو عمن سمع عبد الله بن عمرو، به. بخلاف رواية