قوله:[النبي]: المراد به النبي محمد ﷺ(١) فأل هنا للعهد الذهني، وليست للعهد الذِّكري، أو الحضوري؛ لأنه لم يُذكر وليس بحاضر.
قوله:[جردا عن أمره]: يعني الفعل المجرد غير واجب بدا وهذا البيت يفيد قاعدة وهي: [أن أفعال النبي ﷺ المجردة الأوامر تفيد الاستحباب ولا تفيد الوجوب].
واعلم أن أفعال النبي ﷺ تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: ما فعله النبي ﷺ على وجه القربة والطاعة فهذا لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يدل دليل على اختصاصه بهذا الفعل فإنه يختص به ولا يكون مشروعًا لغيره وذلك مثل: الوِصَال «وصال النبي ﷺ في الصوم»(٢) فهذا مخصوص بالنبي ﷺ، ومثل ذلك: صلاة ركعتين بعد العصر (٣) فهذا جعله بعض أهل العلم من خصائصه … إلخ.
الأمر الثاني: أن لا يدل دليل على اختصاص النبي ﷺ بهذا الحكم، فإن الأصل في ذلك التأسّي.