كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الزكاة - باب السن التى تؤخذ في الغنم - ج: 8 - ص: 67

٧٣٧٧ - أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى في آخَرينَ قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشافِعِىُّ، أخبرَنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، حدثنا بشرُ بنُ عاصِمٍ، عن أبيه، أنَّ عُمَرَ استَعمَلَ أباه سُفيانَ بنَ عبدِ اللَّهِ على الطّائفِ ومَخاليفِها (١)، فخَرَجَ مُصَدِّقًا، فاعتَدَّ عَلَيهِم بالغِذاءِ (٢) ولَم يأخُذْه مِنهُم فقالوا له: إن كُنتَ مُعتَدًّا عَلَينا بالغِذاءِ فخُذْه مِنّا. فأَمسَكَ حَتَّى لَقِىَ عُمَرَ -رضي الله عنه-، فقالَ له: اعلَمْ أنَّهُم يَزعُمونَ أنّا نَظلِمُهُم؛ نَعتَدُّ عَلَيهِم بالغِذاءِ ولا نأخُذُه مِنهُم. فقالَ له عُمَرُ: فاعتَدَّ عَلَيهِم بالغِذاءِ حَتَّى بالسَّخلَةِ يَروحُ بها الرّاعِى على يَدِه، وقُلْ لَهُم: لا آخُذُ مِنكُمُ الرُّبَّى (٣)، ولا الماخِضَ (٤)، ولا ذاتَ الدَّرِّ، ولا الشّاةَ الأَكُولَةَ (٥)، ولا فحلَ الغَنَمِ. وخُذِ العَناقَ الجَذَعَةَ والثَّنيَّةَ، فذَلِكَ عَدلٌ بَينَ غِذاءِ المالِ وخيارِهِ (٦).

٧٣٧٨ - وأخبرَنا أبو أحمدَ المِهرَجانِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ جَعفَرٍ المُزَكِّى، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ العَبدِىُّ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ،

---

(١) في س: "مخالفها". وفى ص ٣: "محالها". والمخاليف واحدها مخلاف، وهو كالإقليم والكور في غير اليمن. ينظر مشارق الأنوار ١/ ٣٩٥.
(٢) الغذاء: السخال الصغار. غريب الحديث لأبى عبيد ٢/ ٩١.
(٣) الربى: الشاة الحديثة العهد بالنتاج، وقيل: هى التى تربى ولدها. ينظر مشارق الأنوار ٢/ ٢٧٨.
(٤) بعده في س: "ولا ذات عوار".
(٥) الأكولة: هى التى تسمن للأكل ليست بسائمة. غريب الحديث لأبى عبيد ٢/ ٩١.
(٦) المصنف في المعرفة (٢٢٤٣)، والشافعى ٢/ ١٦، وهو في جزء ابن عيينة (٣٧)، وعنه ابن أبى شيبة (١٠٠٧٤).
وغذاء المال: رديئها وصغارها. مشارق الأنوار ٢/ ١٢٩.