في هذه الآيات: تسبيحُ جميع الكائنات للَّه الملك القدوس العزيز الحكيم، الذي امتن على عباده بإرسال هذا النبي الكريم، يعلمهم الكتاب والسنة ويتابعهم الأخيار من بعدهم على هذا المنهاج القويم.
فقوله:{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}. إخبارٌ من اللَّه تعالى أنه يسبح له كل من في السماوات والأرض من جميع المخلوقات ناطقها وجامدها، كما قال تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}[الإسراء: ٤٤].
وقوله:{الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ}. الملك: هو المالك لكل شيء المتصرف فيه. والقدّوس: هو الطاهر من العيوب المتنزِّه عنها. قال تعالى:{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}[طه: ١١٤]. وقال تعالى:{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ}[الحشر: ٢٣].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [يقبض اللَّه الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض](١).
وفي سنن أبي داود عن عائشة:[أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول في ركوعه وسجوده: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ربُّ الملائكة والروح](٢).
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٨١٢)، (٦٥١٩)، (٧٣٨٢)، ورواه مسلم (٨/ ١٢٦). (٢) حديث صحيح. انظر صحيح سنن أبي داود (١/ ١٦٥) من حديث عائشة، ورواه مسلم بنحوه.