والمقصود: أن جميع نجوم السماء ونباتات الأرض تسجد طواعية للَّه العظيم، فالكل منقاد له تعالى وفيه إشارة لما ينبغي أن يكون عليه أمر الثقلين.
وقوله تعالى:{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}. أي: والسماء رفعها سبحانه فوق
الأرض، ووضع العدل بين خلقه في الأرض. كما قال سبحانه:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد: ٢٥].
قال مجاهد:({وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} قال: العدل).
قلت: فالميزان هو معيار التوازن في كل الأشياء وجميع المخلوقات، وهو معيار إقامة منهج القسط في الأرض، وقد احتج بعض علماء الأصول بهذه الآية على مشروعية القياس.
وجاء في كتاب:"توحيد الخالق"(٢) ربطًا مع مفهوم هذه الآية: (اكتشف "نيوتن" أن في السماء قانونًا محكمًا دقيقًا يحكم أجرام السماء هو قانون الجذب، وأن محصلة هذا الجذب بين الكواكب هو الاتزان بينها {الْمِيزَانَ}. ويعتبر اكتشاف الكوكبين "نبتون وبلوتو" نصرًا للقانون الذي اكتشفه نيوتن، فباستخدام ميزان الجذب حدّد الفلكيون مواقع لكوكب "أورانس" ولكن بواسطة الرصد وجدوا مواقعه مختلفة، فافترض الفلكيون وجود كواكب أخرى تؤثر بجذبها لأورانس، وقد أمكن حساب مواقع الكوكب السيار "نبتون" في السماء من مقدار تاثيره على "أورانس"، وحدد الاتجاه الذي شوهد قيه بعد تقدم وسائل الرصد، تطبيقًا لقانون الجذب، وبالمثل في هذا
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٥٩)، كتاب الإيمان، وهو جزء من حديث أطول. (٢) كتاب: "توحيد الخالق" - عبد المجيد الزنداني - ص (٣٣٣ - ٣٥٤).