في هذه الآيات: ذكر بعض الآداب التي ينبغي أن يكون عليها المؤمنون في معاملتهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كالتوقير والاحترام، والتبجيل والإعظام، وخفض الصوت عن صوته عليه الصلاة والسلام.
فقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}. قال ابن عباس:(لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة). وقال:(نُهوا أن يتكلّموا بين يدي كلامه). وقال مجاهد:(لا تَفَتَاتُوا (١) على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بشيء حتى يقضيَ اللَّه تعالى على لسانه). وقال الضحاك:(لا تقضوا أمرًا من دون اللَّه ورسوله من شرائع دينِكم). وقال ابن زيد:(لا تقطعوا الأمر دون اللَّه ورسوله).
أخرج البخاري عن ابن أبي مليكة أن عبد اللَّه بن الزبير أخبرهم: [أنه قدم ركب من بني تميم على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال أبو بكر: أَمِّرْ القعقاع بن معبد بن زرارة. فقال عمر: بل أمِّر الأقرعَ بن حابس. قال أبو بكر: ما أراد إلا خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت في ذلك:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} - حتى انقضت] (٢).
(١) افتات الكلام: أي ابتدعه، كذا في كلام العرب. (٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٨٤٧)، والواحدي (٧٥٢) من حديث عبد اللَّه بن الزبير.