أمر من الله تعالى لنبيّه - صلى الله عليه وسلم - بالابتهال إليه ودعائه واستغفاره والثناء عليه، فإنه تعالى خير من رحم ذا ذنب، وخير من عفا، وخير من فرّج الكروب والمحن والمصائب، ومِنْ ثَمَّ فأمته - صلى الله عليه وسلم - محتاجة إلى هذا الخطاب من باب أولى.
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:[والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّة](١).
وفي صحيح مسلم عن الأغَرِّ بنِ يَسَار المزَنِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يا أيها الناس! توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرّة](٢).
وفي لفظ:[إنه لَيُغَانُ على قلبي، وإني أستغفر الله في اليوم مئة مرّة].
والغَيْنُ: هو ما يتغشى القلب من الغفلات.
والله نسأل مغفرة الذنوب والزلات، والنجاة يوم الحسرات، إنه تعالى بالمؤمنين رؤوف رحيم.
تم تفسير سورة "المؤمنون" بعون الله وتوفيقه، وواسع منِّه وكرمه
* * *
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (١١/ ٨٥)، وأخرجه الترمذي (٣٢٥٥). (٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٧٠٢) (٤٢) - كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه. وانظر للفظ بعده (٢٧٠٢) (٤١) من الباب نفسه.