قال ابن كثير:(والمقصود: التحذير من علماء السوء وعُبَّاد الضلال، كما قال سفيان بن عيينة: من فَسَدَ من علمائنا كان فيه شَبَهٌ من اليهود، ومن فَسَدَ من عُبَّادنا كان فيه شبه من النصارى).
وقد حفلت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا ذراعًا، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن](١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري وابن ماجه وأبو يعلى من حديث أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع. فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم. فقال: ومن الناس إلّا أولئك](٢).
الحديث الثالث: أخرج الحاكم عن ابن عباس مرفوعًا: [لتركبن سنن من كان قبلكم شبرًا بشير، وذراعًا بذراع، وباعًا بباع، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب دخلتم، وحتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق لفعلتم](٣).
وفي لفظ أحمد والآجري من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:[لتحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا من قبلهم حذو القُذَّة بالقذة](٤).
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٤٥٦)، (٧٣٢٠)، ومسلم (٢٦٦٩)، وأحمد (٣/ ٨٤). (٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٧٣١٩)، وابن ماجه (٣٩٩٤)، وأخرجه أبو يعلى (٦٢٩٢). (٣) حديث صحيح. أخرجه الحاكم (٤/ ٤٥٥)، وله شاهد عند الترمذي وعند الحاكم (١/ ١٢٩) أيضًا، وشاهد آخر في المجمع (٧/ ٢٦١)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٣٤٨). (٤) حديث حسن. انظر مسند أحمد (٤/ ١٢٥)، و"الشريعة" للآجري (٣٠) من حديث شداد بن أوس. والقُذّة: بضم القاف وفتح الذال المشددة: إحدى ريش السهم.