ترهيب وترغيب. فرهّب سبحانه من معصيته وعقابه، ورغَّبَ في طاعته ومغفرته وجنته.
قال القاضي:(وصف العقاب ولم يضفه إلى نفسه، ووصف ذاته بالمغفرة وضم إليه الوصف بالرحمة، وأتى ببناء المبالغة واللام المؤكدة - تنبيهًا على أنه سبحانه وتعالى غفور بالذات، معاقب بالعرض، كثير الرحمة مبالغ فيها، قليل العقوبة مسامح فيها).
وقد حفلت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى - في أحاديث - منها:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[لمّا خَلَقَ الله الخَلْقَ، كتبَ في كتابهِ، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي](٢). وفي لفظ:[قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي].
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [جَعَلَ الله الرحمة مئةَ جُزْءٍ، فأمسكَ عنده تسعةً
(١) حسن لغيره. أخرجه الترمذي (٢٤٠٤)، وابن عساكر (٩/ ٩/ ١) من حديث جابر بن عبد الله مرفوعًا. وله شواهد. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (٢٢٠٦). (٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح - حديث رقم - (٢٧٥١) - كتاب التوبة - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها تغلب غضبه. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.