* والكلام في الرُّواة يحتاج إلى وَرَعٍ تامٍّ، وبراءةٍ من الهوى والمَيْل، وخِبرةٍ كاملةٍ بالحديث وعلله ورجاله.
[(٢) تحرير عبارات الجرح والتَّعديل]:
* ز: ثمَّ نحن نفتقر إلى تحرير (١) عبارات التَّعديل والجَرح، وما بين ذلك من العبارات المتجاذَبة.
* ثمَّ أهمُّ من ذلك أن نعلم بالاستقراء التَّامِّ: عُرْفَ ذلك الإمام الجِهْبِذ، واصطلاحَه، ومقاصدَه بعباراته.
فكثيرًا ما يقول البخاريُّ (٢): «سكتوا عنه»، وظاهرها أنَّهم ما تعرَّضوا له بجرحٍ ولا تعديل، وعلمنا معتقده (٣) بها بالاستقراء (٤): أنَّها بمعنى «تركوه».
وكذا عادته إذا قال:«فيه نظر»، بمعنى (٥) أنَّه متَّهم أو ليس بثقة، فهو عنده أسوأ حالًا من الضَّعيف (٦).
(١) «تحرير» ليست في م. (٢) المثبت من م، وفي الأصل: «بعباراته الكثير أما يقول البخاري». (٣) كذا في الأصل، ولم تتَّضح في م بسبب وقوع خُرْم، ولعلَّها: «مقصده». (٤) وصف ابنُ حجرٍ في «النُّزهة» (ص ١٣٨) المصنِّفَ بأنَّه من أهل الاستقراء التَّام في علم الرِّجال. (٥) في م: «تعيَّن». (٦) قال الحافظان المزيُّ والذَّهبيُّ: «هو نظير قولنا: متروكٌ أو مطروح»، نقله الزَّركشيُّ في «النُّكت على مقدِّمة ابن الصَّلاح» (١/ ١٠١٨).