كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

(١) باب التشبه بالملائكة عليهم السلام - ٥٠ - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: لعن أهل المعاصي المصرين عليها بحيث لا يتوبون منها, ولا يستحيون من الله تعالى، خصوصا الكفار - ج: 1 - ص: 319

قال: "لَعَنَ اللهُ الَّذِيْنَ يُشَقّقُوْنَ الْخُطَبَ تَشْقِيْقَ الشِّعْرِ" (١)؛ يعني: التفصح في الكلام.

وروى الإِمام مالك في "الموطأ"، والإمام الشافعيُّ، والبيهقيُّ في "السُّنن" عن عمرة بنت عبد الرحمن مرسلاً، والبيهقي عنها، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَعَنَ اللهُ الْمُخْتَفِيَ وَالْمُخْتَفِيَةَ" (٢).

قال في "القاموس": المختفي: النباش؛ كأنه من اختفيته: إذا أزلت خفاياه (٣).

وروى البخاري في "تاريخه" عن عكرمة مرسلاً، والخطيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَعَنَ اللهُ الْمُسَوِّفاتِ" (٤).

ورواه الطَّبراني في "الكبير" من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وزاد فيه: "الَّتِيْ يَدْعُوْها زَوْجُها إِلَىْ فِراشِهِ فَتَقُوْلُ: (سَوْفَ)

---

(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٤/ ٩٨). وضعف الهيثمي إسناده في "مجمع الزوائد" (٨/ ١١٦).
(٢) رواه الإِمام مالك في "الموطأ" (١/ ٢٣٨)، والإمام الشافعي في "المسند" (ص: ٣٦٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٢٧٠) عن عمرة بنت عبد الرحمن مرسلاً، وعن عائشة (٨/ ٢٧٠).
(٣) انظر: "القاموس المحيط" (ص: ١٦٥٢) (مادة: خفي).
(٤) رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٢٦٩) مرسلاً، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١١/ ٢١٩) عن أبي هريرة.