قال الدكتور عمر بن سليمان الاشقر -رحمه الله- (٣): (إن تنقية السيرة مما شابها واجب كفائي مناط بالعلماء، فالمسلمون كانوا وما يزالون يرجعون إلى كتب السير، وفيها الصحيح والضعيف والموضوع، ويأخذون تلك الروايات أخذ المصدق بها المذعن لها، ونتج عن هذا أن ينسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله ولم يفعله، ولم يحدث في زمانه.
وانتشرت روايات السيرة التي ضمتها كتب السيرة صحيحة وضعيفة في مؤلفات العلماء، وحدث بها الدعاة والوعاظ، واستدل بها العوام وطلبة العلم، وكل هذا أحدث خللًا كبيرًا عند هؤلاء جميعًا، ومن هنا كانت
(١) سير أعلام النبلاء للذهبي (٦/ ٢٦٧)، طبعة دار الحديث، عام ١٤٢٧ هـ. (٢) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٥١). (٣) مقدمة كتاب صحيح السيرة للعلي (ص: ٦)، ط. دار النفائس، الأردن، الأولى ١٤٢٥ هـ.