«مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»: هذا بيان الحكمة في منعه - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه خشي عليهم في مدحهم له أن يرفعوه فوق منزلته التي أنزله الله وهي العبودية والرسالة، لئلا يعتقدوا فيه جانب الربوبية، كما حصل للنصارى في حق عيسى -عليه الصلاة والسلام- (١).
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: «والمقصود من هذا سد الذرائع التي يأتي بها الناس الآن من الغلو؛ فقد يجرهم إلى أن يعبدوه من دون الله ويدعوه ويستغيثوا به ويزعموا أنه يعلم الغيب وغير ذلك»(٢).
والخلاصة:«أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُمدح بغير ما وصفه الله به؛ صيانةً للتوحيد، وسدًّا لباب الغلو المُفضي إلى الشرك»(٣).
(١) إعانة المستفيد (٢/ ٣١١). (٢) التعليق المفيد ص (٢٨٠). (٣) ينظر: الملخص في شرح كتاب التوحيد ص (٤٢٦، ٤٢٧).