وهذا يخالفُ قولَ أبي عبيدةَ؛ لأنه قالَ: نَغُضُّ الطَّرْفَ، فكأنَّ المُقْمَحَ ـ واللهُ أعلمُ ـ: الرافعُ رأسَه، شاخصاً كان أو مُغْضِياً» (٣).
والذي جاءَ في (مجازِ القرآنِ): «المُقْمَحُ والمُقْنَعُ: واحدٌ تفسيرُه؛ أي: يجذبُ الذَّقْنَ حتى يصيرَ في الصدرِ، ثمَّ يرفعُ رأسَه، قالَ بِشْرُ بنُ أبي خَازِمٍ الأسدي (٤):
وَنَحْنُ عَنْ جَوَانِبِهَا قُعُودٌ،
نَغُضُّ الطَّرْفَ كَالإبِلِ القِمَاحِ» (٥)
(١) جمهرة اللغة (١:٧٩ - ٨٠). وينظر في الجزء الأول للألفاظ الآتية؛ اجتثت (ص:٨١)، ثُلَّة (ص:٨٤)، مجذوذ (ص:٧٨)، محرراً (ص:٩٦)، تحسونهم (ص:٧٩)، دكاء (ص:١١٤)، لُدًّا (ص:١١٤) وُدًّا (ص:١١٥)، وغيرها. (٢) البيت لبشر بن أبي خازم الأسدي، وهو في ديوانه، تحقيق: عِزَّة حسن (ص:٩١). (٣) جمهرة اللغة (١:٥٦٠). (٤) بشر بن أبي خازم بن عمرو الأسدي، شاعر جاهلي، شهد حرب طيء وأسد، وكان أشهر شعراء بني أسد، وكان قُتِلَ في أحد غزواتِ قومه. ينظر: الشعر والشعراء (٢٧٠ - ٢٧١)، ومعجم الشعراء (ص:٣٩). (٥) مجاز القرآن (٢:١٥٧). وقد نقل الطبريُّ النصَّ نفسَه الذي في المجاز، ونسبه إليه بقوله: «والمقمح: المقنع، وهو أن يَحْدُرَ الذَّقْنَ حتى يصيرَ في الصدرِ، ثمَّ يرفع رأسه في قول بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة». تفسير الطبري =