كان لتوجيه القراءات التي لها أثر في المعنى، نصيبٌ لا بأس به (١)، ومن ذلك:
* قال في قوله:{فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}[البقرة: ٢٦٠]: «ضُمَّهُنَّ إليك، ويقال: أَمِلْهُنَّ إليك. و «صِرهن» ـ بكسر الصاد ـ (٢): قَطِّعهُنَّ، والمعنى: فخذْ أربعةً منَ الطيرِ إليكَ، فَصِرْهُنَّ؛ أي: قَطِّعْهُنَّ» (٣).
* وفي قوله تعالى:{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ}[البقرة: ٨٨]، قالَ: «غُلْفٌ: جمع أغلفْ، وهو كُلُّ شيءٍ جعلتَه في غلافٍ؛ أي: قلوبُنا محجوبةٌ عمَّا تقولُ: كأنَّها في غُلْفٍ.
ومن قرأ غُلُف بضمِّ اللامِ (٤)، أرادَ: جمعَ غلافٍ، وتسكينُ اللامِ فيه جائزٌ أيضاً، مثلَ كُتُبٍ وكُتْبٍ؛ أي: قلوبُنا أوعيةٌ للعلمِ، فكيفَ تجيئنا بما ليس عندنا؟» (٥).
* وفي قوله:{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ}[الصافات: ٩٤] قال: «يسرعونَ، يقال: جاءَ الرَّجلُ يَزِفُّ زَفِيفَ النعامةِ، وهو أوَّلُ عَدْوِهَا وآخرُ مَشْيِهَا.
(١) ينظر: أمثلة لبعض القراءات التي وجَّهها: أزلهما (ص:٩٨)، ثمر (ص:١٦٤)، جمالات (ص:١٧٢)، حرام (ص:١٨٣)، خرقوا (ص:١٨٦)، درسوا (ص:١٩٣)، دبر (ص:١٩٤)، دُرِّي (ص:١٩٥)، رئياً (ص:٢١٠)، زكيَّة (ص:٢١٣)، وغيرها. (٢) قرأ بكسر الصاد حمزة، وقرأ الباقون بضمِّها، ينظر: السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ص:١٨٩ - ١٩٠). (٣) غريب القرآن (ص:٢٤٥). (٤) القراءةُ المتواترةُ بسكونِ اللام، وروى اللؤلؤيُّ عن أبي عمرو بضمِّ اللام، كما حكاها ابن مجاهد في السبعة (ص:١٦٤)، وقد نسبها ابن عطية في تفسيره، ط: قطر (١:٣٨٨) إلى الأعمش والأعرج وابن محيصن. (٥) غريب القرآن (ص:٢٧٤).