أي: لا تذهبُ عقولُهم، يقالُ للرجلِ إذا سَكِرَ: قد نُزِفَ عقلُهُ، وإذا ذهبَ دمُهُ وغُشِيَ عليه أو ماتَ، قيل: منْزوف.
ومن قرأ:«يُنْزِفُونَ» يقول: لا تفنى خمرُهم، والعرب تقول للقوم إذا فَنِيَ زادُهم: قد أَنْزَفُوا، وأَقْتَرُوا، وأَنْفَضُوا، وأَرْقَلُوا، وأَمْلَقُوا» (١).
بيَّنَ الفرَّاءُ (ت:٢٠٧) كثيراً منَ الأساليبِ العربيَّةِ النَّحويَّةِ، واستشهدَ لها
(١) معاني القرآن (٣:١٢٣). (٢) سليمان بن مِهران الأعمش، أبو محمد الكوفي، الإمام العلم، روى عن عبد الله بن أبي أوفى وسعيد بن جبير وغيرهما، وقرأ عليه حمزة الزيات، وروى عنه السفيانان وغيرهم، كان صاحب مُلَحٍ ونوادر، توفي سنة (١٤٨)، ومعرفة القراء الكبار (١:٩٤ - ٩٦)، وغاية النهاية (١:٣١٥ - ٣١٦). (٣) معاني القرآن (٣:٢٤٤)، وينظر أمثلة أخرى في (١:٦٤، ٦٩ - ٧٠، ٧٥، ١٧٧)، (٢:٢٣٩، ٢٥٢، ٢٥٣)، (٣:٣٢، ٣٦، ٧٩ - ٨٠، ٢٤٣. ٢٤٤، ٢٥٢، ٢٥٤، ٢٦١، ٢٦٢، ٢٦٥).