كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب قول الله تعالى: ﴿لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين﴾ - حديث عائشة: والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن - ج: 3 - ص: 263

٣٣٨٩ - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبرني عُرْوَةُ:

أَنَّهُ سَأَلَ عائِشَةَ ﵂ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ: أَرَأَيْتِ قَوْلَهُ (١): ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ (٢) الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا (٣)﴾ [يوسف: ١١٠] أَوْ ﴿كُذِبُواْ﴾؟ قالَتْ: بَلْ كَذَّبَهُمْ قَوْمُهُمْ.

فَقُلْتُ: واللَّهِ لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ، وَما هُوَ بِالظَّنِّ. فَقالَتْ: يا عُرَيَّةُ لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ. قُلْتُ: فَلَعَلَّها أَوْ كُذِبُوا؟ قالَتْ: مَعاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّها، وَأَمَّا هَذِهِ الآيَةُ -قالَتْ: - هُمْ أَتْباعُ الرُّسُلِ، الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، وَطالَ عَلَيْهِمِ الْبَلاءُ، واسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى إِذا اسْتَيْأَسَتْ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ أَتْباعَهُمْ كَذَّبُوهُمْ، جاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ.

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ﴿اسْتَيْأَسُواْ﴾ افْتَعَلُوا (٤)، مِنْ يَئِسْتُ. ﴿مِنْهُ﴾ [يوسف: ٨٠] مِنْ يُوسُفَ. ﴿لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ﴾ [يوسف: ٨٧] مَعْناهُ الرَّجاءُ (٥).

---

(١) في رواية أبي ذر: «قَوْلَ اللهِ».
(٢) في (و): ﴿اسْتَأْيَسَ﴾ بتقديم الهمزة على الياء، وهي قراءة ابن كثير وأبي ربيعة عن البزي وشبل، انظر معجم القراءات ٤/ ٣١٧.
(٣) بتشديد الذال المعجمة قراءة غير الكوفيين وغير أبي جعفر.
(٤) في رواية الأصيلي: «اسْتَفْعَلُوا».
(٥) في رواية أبي ذر: «مِنَ الرَّجاء»، وقوله: «من يوسف … » إلخ ليس في نسخة.