أخذت الشيء عَنْوَة أي: غلبة بذل المأخوذ منه، ومن صريح التفسِر وعنت. قال:(والعاني الأسير، والعاني العبد)(١). وقال الفراء:(عَنَا يَعْنُوا عَنْوا إذا خضع، وقولهم: أخذت الشيء عَنْوة يكون غلبة، ويكون عن تسليم وطاعة ممن يؤخذ منه الشيء؛ لأنه على طاعة الذليل للعزيز)(٢). وأنشد أهل التفسير في {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} بمعنى: ذلت وخضعت، قول أمية (٣):
وفسر طلق بن حبيب (٤) عَنْو الوجوه في هذه الآية: (بالسجود)(٥). هذا الذي ذكرنا قول أكثر أهل التأويل. وقال الكلبي:(وعملت الوجوه. قال: ويقال نصبت)(٦).
واختاره الفراء فقال في تفسيره:(يقال: نصبت به، وعملت له)(٧). وعلى هذا عَنَت من العَنَا بمعنى التعب، والعَنَا: الحبس في شدة وذل، هذا أصل معناه، ثم قيل لكل تعب: عَنَا، يقال: لقيت من فلان عَنْيَة وعَنَاء أي: تَعَبا، وعَنَّيْتُه أُعَنِّيه تَعْنِية إذا أسرته فحبسته مضيقا عليه في الشدة، وكل حبس