وذكر صاحب النظم في اللام التي في قوله:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أوجهًا أحدها: (أنها متصلة بما قبلها، وهو قوله:{إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى}؛ لأن ذلك الإيحاء كان من أسباب تربية موسى على ما أراد الله، وعلى هذا يجب أن تكون الواو مقحمة زائدة في {وَلِتُصْنَعَ}. الثاني: أن اللام متصلة بما بعدها، وهو قوله تعالى:{إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} كأن المعنى:
(١) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ١٩. (٢) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٢٨٤، والألوسي في "روح المعاني" ١٦/ ١٩٠. وقال ابن تيمية في "العقيدة الواسطية" ص ٢٢: (إن عيني الله من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به ينظر بهما ويبصر ويرى ودليل ذلك قوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ولا يجوز تفسيرها بالعلم ولا بالرؤية مع نفي العين لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف على ثبوت العين لله). وأولى ما حملت عليه هذه الآية أن يقال فيها: أي: على نظر مني ومرئ فأنت بحفظي ورعايتي. انظر: "الفتاوى" لابن تيمية ٣/ ١٣٣، "تيسير الكريم الرحمن" ٥/ ١٥٦، "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى" ص ٩٠. (٣) البيت لخفاف بن ندبة، قاله بعد قتله لمالك بن حمار، سيد بني شمخ بن فزارة. انظر: " الشعر والشعراء" ص ٢١٢، "الخزانة" ٥/ ٤٤٣، "الأغاني" ١٣/ ١٣٥، "لسان العرب" (عين) ٦/ ٣١٩٩.