وقوله تعالى:{ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ} قال ابن عباس: يريد الأسقام والأمراض والحاجة (١)، {فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}، أي:(ترفعون أصواتكم بالاستغاثة، وهو معنى قول المفسرين: يتضرعون بالدعاء (٢)، يقال: جأر ويجأر) (٣) جُؤارًا، وهو الصوت الشديد؛ كصوت البقرة (٤)، قال الأعشى يصف بقرة:
وكان النَّكيرُ أَنْ تُضيفَ وتَجْأرَا (٥)
(١) أخرجه الطبري ١٤/ ١٢١ من طريق أبي طلحة صحيحة بلفظ السُّقْم، وكذلك ورد في "تفسير الماوردي" ٣/ ١٩٣، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٥٧ بنصه، والفخر الرازي ٢٠/ ٥١، والخازن ٣/ ١١٩. (٢) ورد في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٣ ب، بلفظه، وأخرجه الطبري ١٤/ ١٢١ بلفظه عن مجاهد من طريقين، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٣٨، بلفظه، وهود الهواري ٢/ ٣٧٣، بلفظه عن مجاهد، والثعلبي ٢/ ١٥٨ أ، بمعناه، و"تفسير الماوردي" ٣/ ١٩٣، بلفظه، والطوسي ٦/ ٣٩١ بلفظه، قال: وهو قول مجاهد، وانظر: "تفسير البغوي" ١/ ٥١٩، وابن عطية ٨/ ٤٤١، وابن الجوزي ٢٠/ ٥١. (٣) ما بين القوسين ساقط من (أ)، (د). (٤) انظر: (جأر) في "تهذيب اللغة" ١/ ٥١٩، و"المحيط في اللغة" ٧/ ١٧٢، و"اللسان" ٢/ ٧٢٢، ونقله الفخر الرازي ٢٠/ ٥١، بنصه. (٥) لم أجده في ديوانه، وورد منسوبًا إليه في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٨ أ، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١١٥، برواية: فطافت ثلاثًا بين يوم وليلة ... وكان النكيرُ أن تُضيفَ وتجأرا والصحيح أن البيت للنابغة الجعدي كما في شعر النابغة الجعدي ص ٤١، وصدره: فجالتْ على وَحْشيتها حتبجَةَ مستتِبَّةً