قلت: وهذا الأثر ضعيف؛ لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيء الحفظ جداً، كما قال ابن حجر في التقريب (٢).
٢ - وروى ابن أبي شيبة عن ليث ومجاهد: أنهما لم يريا باساً أن يكتب آية من القرآن، ثم يسقاه صاحب الفزع (٣).
وهذا القول هو: الراجح، ويستدل له بما يلي:
١ - أن الله وصف القرآن بأنه شفاء، فكيفما استعمل في غير صفة محرمة فهو جائز، وكتابته ومحوه من ذلك الجائز.
٢ - أن الأصل في التداوي: الحل والإباحة، كما قال النبي ﷺ:
(( … عباد الله تداووا، فإن الله ﷿ لم يضع داء إلا وضع له شفاء، غير داء واحد))، قالوا: ما هو؟ قال:((الهرم)) (٤).
٣ - أنه فعله جمع من السلف كمجاهد، والليث، وسعيد بن جبير، والإمام
(١) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (٢٣١) ح (٦٢٤)، وابن أبى شيبة في المصنف: (٥/ ٣٩) ح (٢٣٥٠٨). (٢) التقريب: (٨٧١). (٣) رواه عنهما ابن أبى شيبة في المصنف: (٥/ ٤٠) ح (٢٣٥١٠). (٤) رواه أحمد في مسنده: (٣٠/ ٣٩٥) ح (١٨٤٥٤)، وأبو داود في سننه (٤/ ٣) ح (٣٨٥٥)، والترمذي في سننه: (٤/ ٣٨٣) ح (٢٠٣٨)، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة: (٢/ ٢٥٢) ح (٣٤٣٦).