وكثير من الرقاة قد وقعوا في هذا المرتع الوخيم، وصار هم أحدهم: كسب المال، فينبغي الحذر من ذلك، نعم لا بأس أن يأخذ أجراً معقولاً على الرقية؛ لإذن النبي ﷺ بذلك، كما سبق بذلك الحديث (٢)، لكن بقدر معقول، ولا يكون الهدف من الرقية هي جمع المال، وقد توسع الناس في هذا الباب كثيراً، والله المستعان.
المحذور الثاني: فتنة النساء، احذر أخي المسلم، وأنت أيها الراقي خصوصا الافتتان بالمرأة؛ فإن الناصح الأمين ﷺ يقول:((مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً هي أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)) (٣)، ومر قريبا قوله ﷺ:((فاتقوا الدنيا واتقوا النساء))، ومما يجب على الراقي أن يحذره: مس المرأة الأجنبية عند الرقية؛ لأن النبي ﷺ يقول:
((لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)) (٤).
(١) رواه مسلم: (٤/ ٢٠٩٨) ح (٢٧٤٢)، وأحمد في مسنده: (١٧/ ٢٦١) ح (١١١٦٩)، والنسائي في الكبرى: (٨/ ٣٠٢) ح (٩٢٢٤)، والبيهقي في الكبرى: (٧/ ٩١) ح (١٣٣٠١). (٢) انظر ص: (٣٠). (٣) رواه البخاري في صحيحه، انظر فتح الباري: (٩/ ٤١) ح (٥٠٩٦)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٩٧) ح (٢٧٤٠). (٤) رواه الطبراني في الكبير: (٢٠/ ٢١٢) ح (٤٨٧)، قال الهيثمي (٤/ ٣٢٦): رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في الصحيحة: ح (٢٢٦).