الحديث الثالث: ما رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي بسند صحيح (١)، عن خارجة بن الصلت (٢)، عن عمه (٣)، قال: أقبلنا من عند النبي ﷺ، فأتينا على حي من العرب، فقالوا: أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم دواء أو رقية؟ فإن عندنا معتوها (٤) في القيود (٥)، قال: فقلنا: نعم، قال: فجاءوا بالمعتوه في القيود، قال: فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية (٦) أجمع بزاقي (٧)، ثم أتفل، قال: فكأنما نشط من عقال، قال: فأعطوني جعلا، فقلت:
(١) كما قال الحاكم في المستدرك: (١/ ٥٥٩ - ٥٦٠)، والنووي في الأذكار: (١٢٠)، والألباني في صحيح أبي داود: (٢/ ٧٣٨) ح (٣٩٠١)، وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتوحات الربانية لابن علان: (٤/ ٤٣ - ٤٤)، انظر موسوعة الحافظ ابن حجر الحديثية: (٥/ ٣٢٣)، والأرنؤوط في صحيح ابن حبان: (١٣/ ٤٧٤) ح (٦١١٠). (٢) خارجة بن الصلت البرجمي: بضم الموحدة وسكون الراء وضم الجيم، الكوفي، روى عن ابن مسعود، وعن عمه، انظر تهذيب الكمال: (٨/ ١٣)، وتقريب التهذيب: (٢٨٣). (٣) وهو: علاقة بن صحار السليطي، التميمي، وقيل: عبد الله بن عثير بن قيس بن عبد قيس بن خفاف، من بني عمرو بن حنظلة من البراجم، روى له أبو داود والنسائي، ولم يسمياه، انظر: تهذيب الكمال: (٢٢/ ٥٥٢)، وتقريب التهذيب: (٧٦٣). (٤) المعتوه: هو المجنون المصاب بعقله، انظر: النهاية في غريب الحديث: (٣/ ١٨١). (٥) وهذا مما يؤكد أن هذه القصة غير قصة أبي سعيد الخدري ﵁ مع سيد الحي - والتي سبق إيرادها- كما قال ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح: (٤/ ٥٣٢)، ومما يدل عليه أيضاً: اختلاف الراقي، فهناك أبو سعيد كما سبق بيانه، وهنا علاقة بن صحار عم خارجة بن الصلت. (٦) أي: أول النهار وآخره، فتح الباري: (١١/ ٣٦٦)، ولسان العرب: (١٥/ ٦٠، ١١٨)، مادة (عشى، وغدو). (٧) جمع بزاقة، والبزاق: بضم الباء هو البصاق، وهو ما يخرج من ماء الفم، وفي البزاق ثلاث لغات: بالزاء، والصاد، والسين، والأوليان مشهورتان، انظر عون المعبود: (٢/ ١٣٧، ٥١)