دل هذا الحديث العظيم أن الأسوة ﷺ كان إذا اشتكى ومرض يستشفي بالمعوذات، ويعالج بها نفسه من كل شكوى، وهذا - والله أعلم- منه كالبيان والتفسير لقوله: ﴿قل هو للذين امنوا هدى وشفاء﴾، وكالدعوة إلى ذلك، فعلينا أن نتأسى به؛ فإن ربنا جل وعلا يقول: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٢١].
الحديث الخامس: ما رواه ابن حبان عن عائشة: أن رسول الله ﷺ دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها فقال: ((عالجيها بكتاب الله)) (٢).
[بيان دلالة الحديث على الاستشفاء بالقرآن]
دل هذا الحديث على مشروعية الاستشفاء بالقرآن جميعه؛ لأنه ﷺ أمر المرأة المعالجة أن تعالج أم المؤمنين عائشة بكتاب الله، والكتاب يشمل جميع القرآن، لا يختص ببعضه دون بعض.
(١) رواه البخاري في صحيحه، انظر: الفتح: (٧/ ٧٣٨) ح (٤٤٣٩)، وفي ثلاثة مواضع أخرى، وهي برقم: (٥٠١٦، ٥٧٣٥، ٥٧٥١)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ١٧٢٣) مكررح (٢١٩٢). (٢) رواه ابن حبان في صحيحه: (١٣/ ٤٦٤) ح (٦٠٩٨)، وصححه أيضا الألباني في السلسة الصحيحة: ح (١٩٣١).