وَأَخْبَرَنَا سَعِيد بْن أبي زيد، عَنْ أيوب بْن عَبْد الرحمن بْن أبي صعصعة [١] قالا:
خرج عَبْد اللَّه إِلَى الشام إِلَى غزة فِي عير من عيرات [٢] قريش يحملون تجارات، ففرغوا من تجاراتهم ثم انصرفوا، فمروا بالمدينة وعبد الله بْن عَبْد المطلب يومئذ مريض، فَقَالَ: أتخلف عِنْدَ أخوالي بني عدي بْن النجار، فأقام عندهم مريضا شهرا، ومضى أصحابه فقدموا مكة، فسألهم عَبْد المطلب عَنْ عَبْد اللَّه، فقالوا:
خلفناه [٣] عند أخواله بني عدي بن النجار، وهو مريض. قال: فبعث إليه عَبْد المطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي ودفن فِي دار النابغة، وهو رَجُل من بني عدي بْن النجار، فِي الدار التي [إذا][٤] دخلتها فالدويرة عَنْ يسارك. وأخبره أخواله بمرضه، وبقيامهم عَلَيْهِ [٥] ، وما ولوا من أمره، وأنهم قبروه، فرجع إِلَى أبيه فأخبره، فوجد عَلَيْهِ عَبْد المطلب وإخوته [وأخواته][٦] وجدا شديدا، ورسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، يومئذ حمل، ولعَبْد اللَّه يوم توفي خمس وعشرون سنة [٧] .
قَالَ الواقدي: ترك عَبْد اللَّه أم [٨] أيمن وخمسة أجمال أوارك- يعني تأكل الأراك- وقطعه غنم، فورث ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت أم أيمن/ تحضنه [٩] ، واسمها:
بركة [١٠] .
قَالَ مؤلفه [١١] : وقد روينا عَنِ الزُّهْرِيِّ: أن عَبْد المطلب بعث ابنه عَبْد اللَّه إِلَى المدينة يمتار له تمرا فمات. والأول أصح [١٢] .
[١] اختصر السند في ت اختصارا شديدا. [٢] في الأصل: «إلى غزاة من غزوات» والتصحيح من ت وابن سعد ١/ ٩٩. [٣] في الأصل، ت: «أخلفناه» . [٤] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت. [٥] «وعليه» سقطت من ت. [٦] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل. [٧] الطبقات الكبرى لابن سعد ١/ ٩٩. [٨] في الأصل: «لأم» . [٩] في الأصل: «تحتضنه» وما أثبتناه من ابن سعد. [١٠] الطبقات الكبرى ١/ ١٠٠. [١١] في ت: «قال المصنف» . [١٢] وهذا قول ابن سعد عن الواقدي عن الزهري أيضا رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١/ ٩٩.