ومن تلك الأحاديث الكثيرة التي اشتملت عليها هذه الكتب:
حديث عائشة ﵂ أن رسول الله ﷺ قال:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي رواية: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد"(٢).
وهذا الحديث أحد الأحاديث التي تدور عليها أصول الإسلام كما قاله أحمد وغيره (٣).
وكان يقول رسول الله ﷺ في خطبة يوم الجمعة مكررًا تحذيره من الابتداع:"أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة"(٤) فلم يستثن رسول الله ﷺ أي بدعة بل أطلق وعمم.
وقال ﷺ:"عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"(٥).
(١) ذكر الكتاني منها نحو ١٦ كتابًا، انظر الرسالة المستطرفة: ٣٧ - ٣٩. (٢) أخرجه البخاري: ٥/ ٣٠١ رقم ٢٦٩٧، ومسلم: ٣/ ١٣٤٣ رقم ١٧١٨. (٣) الرد على البكري ص: ٧٥، والاعتصام: ١/ ٦٨. (٤) أخرجه مسلم: ٢/ ٥٩٢ رقم ٨٦٧، والدارمي: ١/ ٦١ رقم ٢١٢، والمروزي في السنة: ٢٢، وابن أبي عاصم في السنة: ١/ ١٦ رقم ٢٤، وابن وضاح ص: ٢٣، كلهم من حديث جابر به مرفوعًا. (٥) أخرجه أبو داود: ٥/ ١٤ رقم ٤٦٠٧، والترمذي: ٥/ ٤٤ رقم ٢٦٧٦، وابن ماجه: ١/ رقم ٤٢، والدارمي: ١/ ٤٤ - ٤٥ رقم ٩٦، والمروزي ص: ٢١ - ٢٢، وابن أبي عاصم في السنة: ١/ ١٧ - ٢٠ و ٢٩، وابن حبان (موارد رقم ١٠٢ ص ٥٦)، وابن وضاح: ٢٣، ٢٩، والآجري في الشريعة: ٤٦ - ٤٧، والحاكم: ١/ ٩٥ - ٩٦، وقال صحيح ليس له علة ووافقه الذهبي وصححه أيضًا ابن حبان والترمذي والألباني في ظلال الجنة: ١/ ١٧.