٣ - وحديث عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء والبلاء ليعتلجان إلى يوم القيامة"(١).
ومن الأحاديث التي تدل على الاستعاذة من شر القضاء:
١ - ما ورد في حديث القنوت:"وقني شر ما قضيت"(٢).
٢ - وما ورد في حديث أبي هريرة قال:"كان النبي ﷺ يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء"(٣).
[مناقشة هذه الأدلة]
الجواب عن هذا:
١ - إن هذه الأحاديث لو فرضنا أنها تكون معارضة لما يدل على
(١) أخرجه الطبراني في الدعاء: ٢/ ٨٠٠ رقم ٢٢، والحاكم: ١/ ٤٩٢، والبزار كما في كشف الأستار: ٣/ ٢٩ رقم ٢١٦٥، والحديث صححه الحاكم وقال الذهبي: زكريا - وهو ابن منظور - مجمع على ضعفه وقال الهيثمي: وفيه زكريا بن منظور، وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور المجمع: ٧/ ٢٠٩" وقد حسنه الألباني كما في صحيح الجامع: ٦/ ٢٤١ رقم ٧٦١٦، وله شاهد من حديث معاذ أخرجه أحمد ٥/ ٢٣٤، والطبراني في الدعاء: ٢/ ٨٠٠ رقم ٣٢، قال الهيثمي: "رواه أحمد والطبراني، وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة" المجمع: ١٠/ ١٤٦، وله شاهد آخر من حديث ابن عمر أخرجه الترمذي: ٥/ ٥٥٢ رقم ٣٥٤٨، والحاكم: ١/ ٤٩٣، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي وهو ضعيف من قبل حفظه، وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن عبد الرحمن واه. (٢) أخرجه أحمد: ١/ ١٩٩، ٢٠٠، وأبو داود: ٢/ ١٣٣ رقم ١٤٢٥، والترمذي: ٢/ ٣٢٨ رقم: ٤٦٤، والنسائي: ٣/ ٢٠٦، وانظر الكلام على طرق هذا الحديث في تلخيص الحبير: ١/ ٢٤٧ - ٢٥٠، وإرواء الغليل: ٢/ ١٧٢، وقد صححه الألباني فيه. (٣) أخرجه البخاري: ١١/ ١٤٨ رقم ٦٣٤٧، ومسلم: ٤/ ٢٠٨٠ رقم ٢٧٠٧.