المذهب الرابع (١): أن الدعاء يرد القضاء ويغيره من قضاء إلى قضاء:
وقد استدل هؤلاء بأدلة كثيرة أقواها الأحاديث المصرحة برد الدعاء للقضاء، ثم أحاديث الاستعاذة من سوء القضاء، فمن الأحاديث التي تدل على رد الدعاء للقضاء:
١ - حديث سلمان ﵁ عن النبي ﷺ قال:"لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلّا البر"(٢).
٢ - وحديث ثوبان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا يزيد في العمر إلّا البر، ولا يرد القدر إلَّا الدعاء، وإنَّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"(٣).
(١) انظر عن هذا المذهب: شأن الدعاء للخطابي ص: ٧، وقطر الولي للشوكاني: ٤٧٩ - ٤٩٨، وقد نصر فيه هذا المذهب وقواه كما فعل ذلك في رسالتين مستقلتين: إحداهما: في أن إجابة الدعاء لا ينافي القضاء طبعت ضمن مجموع للشوكاني باسم أمناء الشريعة، من ص ١٣٠ - ١٣٥. وثانيتهما: سماها باسم تنبيه الأفاضل على ما ورد في زيادة العمر ونقصه من الدلائل، طبعت مع المجموع المذكور من ص ١١٢ - ١٢٨، وقد تعسف الشوكاني ﵀ في تقوية هذا المذهب في هذه الرسائل وعليه مآخذ كثيرة في رده على الجمهور وكثير من تلك المآخذ يفهم مما ذكرناه فيما سبق. (٢) أخرجه الترمذي: ٤/ ٤٤٨ رقم ٢١٢٩، والطبراني في الدعاء: ٢/ ٢٩٩ رقم ٣٠، وفي الكبير: ٦/ ٣٠٨، وحسنه الترمذي وقال الألباني بعد أن أطال الكلام عليه: "والخلاصة: إن الحديث حسن كما قال الترمذي بالشاهد من حديث ثوبان … " الصحيحة: ١/ ٢/ ٧٨ رقم ١٥٤ وحسنه أيضًا في صحيح الجامع: ٦/ ٢٣٠ رقم: ٧٥٦٤. (٣) أخرجه ابن ماجه: ٢/ ١٣٣٤ رقم ٢٢، وأحمد في المسند: ٥/ ٢٧٧، ٢٨٠، ٢٨٢، وابن أبي شيبة في المصنف: ١٠/ ٤٤١ رقم ٩٩١٦، والطبراني في الدعاء: ٢/ ٧٩٩ رقم ٣١، والحاكم: ١/ ٤٩٣، وصححه ووافقه الذهبي واعترض عليهما الألباني بجهالة أحد رواته كما في الصحيحة: ١/ ٢/ ٧٨.