وقد اعترض (٢) على البخاري بعضهم، لإيراد هذين الحديثين تحت الباب المذكور لأن الحديثين في نظر المعترض ليس فيهما ما يدل على طلب الاستسقاء من الإمام، وعند التأمل يظهر دقة استنباط البخاري وصحته وأن الحديثين يدلان على سؤال الناس الإمام الاستسقاء ولا صحة لاعتراض من اعترض عليه، والسبب في هذا الاعتراض أن لفظ التوسل قد دخل فيه لبس وخلط فمفهومه في لغة الصحابة غير مفهومه عند المتأخرين. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
"ولفظ التوسل والاستشفاع ونحوهما دخل فيها من تغيير لغة الرسول
(١) انظر البخاري مع الفتح: ٢/ ٤٩٤، ومثل البخاري الطبراني في الدعاء إذ عقد باباً بعنوان "باب ما ينبغي للإمام من استحضار الصالحين عند الاستسقاء: ٢/ ١٢٥٢، رقم الباب ١٦٠". (٢) انظر هذا الاعتراض في الفتح: ٢/ ٤٩٤.