جاء رجلٌ إلى أبي هريرة فقال: أرأيت قول الله تعالى: {وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؛ هذا يغل ألف درهم وألفي درهم يأتي بها؛ أرأيت من يغل مئة بعير، مئتي بعير؛ كيف يصنع (١)؟
• نص المسألة:
قال السمين الحلبي رحمه الله: " {وَمَن يَغْلُلْ} أي: ومَن يَخُن في شيءٍ من المَغْنَم {يَأْتِ بِمَا غَلَّ}، وظاهر القرآن أنه يجيء به بعينه، ويدل له ما في الحديث:(جاء يوم القيامة يحمله على عنقه)(٢)، وروي:(ألا لا أعرفن أحدكم يوم القيامة يأتي ببعير له رغاء، وببقرة لها خوار، وبشاة لها ثغاء، فينادي: يا محمد، يا محمد؛ لا أملك لك من الله شيئا، قد بلَّغتُك)(٣)، وروى البخاري ومسلم:(لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعيرٌ له رغاء، فيقول: يا رسول الله؛ أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد أبلغتك)(٤)، وفي بعض الأحاديث:(وبفرسٍ له حَمْحَمَة)(٥)، وقد غلَّ غلامٌ اسمه مِدعَم يوم خيبر شَملَةً من المغنم، فقال عليه السلام:(والذي نفسي بيده؛ إنها لتشتعل عليه نارًا)(٦). وإنما يأتي به حاملًا له ليُفتضَح به على رؤوس الأشهاد.
(١) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٨٠٥). (٢) رواه البخاري (٨/ ١٣٠/ ٦٦٣٦) ومسلم (٣/ ١٤٦٣/ ١٨٣٢) في صحيحيهما من حديث أبي حميد الساعدي (٣) رواه البخاري (٩/ ٢٨/ ٦٩٧٩) في صحيحه بنحوه من حديث أبي حميد الساعدي. (٤) رواه البخاري (٤/ ٧٤/ ٣٠٧٣) ومسلم (٣/ ١٤٦٣/ ١٨٣٢) في صحيحيهما من حديث أبي هريرة. (٥) في الحديث السابق، ومعنى الحَمْحَمَة: صوت الفرس دون الصهيل؛ ينظر في النهاية لابن الأثير (١/ ٤٣٦). (٦) رواه البخاري (٥/ ١٣٨/ ٤٢٣٤) ومسلم (١/ ١٠٨/ ١١٥) في صحيحيهما من حديث أبي هريرة.