الخلاف حول الروايات في الآية، فإن الروايات ظهر منها الاختلاف في تحديد المكان الذي نزلت في الأمنة المذكورة في الآية بما يُفهم منه التعارض، فكيف يُجاب عن هذا الأشكال؟
• نص المسألة:
قال السمين الحلبي رحمه الله: "واختلفوا في المكان الذي نزلت فيه الأمنة، فثبت في البخاري أن أبا طلحة قال:«غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أُحد، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه»(١)، وفي رواية أخرى:«ورفعت رأسي فجعلت ما أرى أحدًا من القوم إلا وهو يميل تحت حجفته»(٢)، فهذا يدل على أنه كان ذلك في حين المحاربة بأُحد.
وعن الزبير: «لقد رأيتُني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اشتد بنا الخوف، فأرسل الله علينا النوم، وإني لأسمع قول مُعتِّب بن قُشير والنعاس يغشاني:(لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا)» (٣).
وقال الجمهور (٤): إن ذلك حين أرتحل أبو سفيان ومن معه من المشركين من موطن
(١) رواه البخاري في صحيحه (٦/ ٣٨/ ٤٥٦٢). (٢) رواها الترمذي في الجامع (٥/ ٢٢٩/ ٣٠٠٧) وقال: هذا حديث حسن صحيح. (٣) رواها الطبري في تفسيره (٦/ ١٦٨)، وابن المنذر في تفسيره (٢/ ٤٥٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧٩٥). (٤) حكاه أبو حيان وسيأتي، ولم أهتدِ إلى تعيين الجمهور، ولعلهم علماء السيرة، وعباراتهم ليست صريحة في هذا القول.