الخلاف هنا في العطف في قوله تعالى {فَأَثَابَكُمْ}، على ماذا عُطف الفعل؟
• نص المسألة:
قال السمين الحلبي رحمه الله: "وفي {فَأَثَابَكُمْ}(١) وجهان:
أحدهما: أنه عطف على {صَرَفَكُمْ}، وبهذا قال الزمخشري كما قدمنا تقريره عنه، وناقشه فيه الشيخ فقال:«وفيه بُعد لِطول الفصل بين المتعاطفين»(٢).
والثاني: أنه عطف على {تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُنَ}، فيكون في موضع خفضٍ بإضافةٍ إليه (٣)، وجعل الشيخ هذا هو الظاهر.
فإن قيل: هذا ماض وما عُطف هو عليه مضارع!
فالجواب أن المضارع ماضِ المعنى لأنه في خبر (إذ)، و (إذ) للمُضي، فـ {تُصْعِدُونَ}
(١) في نسخة كتاب القول الوجيز: "وفي {ما فاتكم} وجهان" ولعله خطأ في النسخ لتشابه الرسم، أو انتقال ذهن، لأن قوله {ما فاتكم} لم يأت بعد، ولا يستقيم القول إلا بإثبات {فأثابكم}، وهو المذكور في الدر المصون (٣/ ٤٤١). (٢) البحر المحيط لأبي حيان (٣/ ٣٨٨). (٣) أي: بإضافة (إذ) إليه.