[٩٥]- حدّث بعضهم قال: خرجت إلى ناحية الطفاوة فإذا أنا بامرأة لم أر أحسن منها فقلت: أيتها المرأة إن كان لك زوج فبارك الله لك فيه، وإلا فأعلميني، قال فقالت: وما تصنع بي وفيّ شيء لا أراك ترتضيه، قلت: وما هو؟ قالت: مشيب في رأسي، قال: فثنيت عنان دابّتي راجعا، فصاحت بي:
على رسلك أخبرك بشيء، فوقفت وقلت: ما هو يرحمك الله؟ قالت: والله ما بلغت العشرين بعد وهذا رأسي (وكشفت عن عناقيد كالحمم) وما رأيت في رأسي بياضا قط، ولكن أحببت أن تعلم أنّا نكره منكم ما تكرهون منا وأنشدت:[من الوافر]
أرى شيب الرجال من الغواني ... بموضع شيبهنّ من الرجال
قال: فرجعت خجلا كاسف البال.
[٩٦]- قال الأصمعي: بلغني عن بعض العرب فصاحة، فأتيته لأسمع من
[٩٥] نهاية الأرب ٢: ٢٥ وقارن بربيع الأبرار ٢: ٤٤٥ والبيت «أرى شيب الرجال» ورد في عيون الأخبار ٤: ٤٥ ومحاضرات الراغب ٣: ٣٢٥ (ونسب للمتنبي) وربيع الأبرار ٢: ٤٤٥ (ونسب للنميري) . [٩٦] ورد هذا الخبر في الجليس الصالح (المجلس: ٨٧) وفيه بيتان، والأول من الأبيات مع آخر في التشبيهات: ٢١٦.