كتاب التذكرة الحمدونية

الباب السابع عشر في المدح والثناء ويتصل به فصلان الشكر، والاعتذار والاستعطاف - مدحه وهو معزول - ج: 4 - ص: 61

[مدحه وهو معزول]

«١٥٦» - قيل للجمل المصريّ: هلّا مدحت سليمان بن وهب وهو وال، ومدحته وهو معزول، فقال: عزله أكرم من ولاية غيره، وإنما أمدح كرمه لا عمله، وكرمه معه عمل أم عزل.

«١٥٧» - المخبّل السعديّ: [من البسيط]

إني رأيت بني سعد بفضلهم ... كلّ شهاب على الأعداء مصبوب

إلى تميم حماة العزّ نسبتهم ... وكلّ ذي حسب في الناس منسوب

قوم إذا صرّحت كحل بيوتهم ... عزّ الذليل ومأوى كلّ قرضوب [١]

ينجيهم من دواهي الشرّ إن أزمت ... صبر عليها وفيض غير محسوب

«١٥٨» - ذو الرّمّة: [من الطويل]

يطيب تراب الأرض أن تنزلوا بها ... وتختال أن تعلو عليها المنابر

وما زلت تسمو للمعالي وتجتبي ... جبا المجد مذ شدّت عليك المآزر

إلى أن بلغت الأربعين فألقيت ... إليك جماهير الأمور الأكابر

فأحكمتها لا أنت في الحكم عاجز ... ولا أنت فيها عن هدى الحقّ جائر

«١٥٩» - أبو نواس: [من الطويل]

إليك ابن مستنّ البطاح رمت بنا ... مقابلة بين الجديل وشدقم [٢]

مهاري إذا أشرعن بحر مفازة ... كرعن جميعا في إناء مقسّم

---

[١] صرّحت كحل: لم يكن في السماء غيم؛ وكحل: السنة المجدبة. والقرضوب: الفقير.
[٢] الجديل وشدقم: فحلان من الإبل.